أمسية مهيبة عرفها فضاء دار الثقافة إحياء لأربعينية الفقيد الهاشمي الطود بتنظيم من هيئات المجتمع المدني وعائلة الفقيد وبدعم من المجلس الجماعي بالقصر الكبير.تابعها طيف واسع من الهيئات المدنية والإعلامية وأصدقاء ومحبي الفقيد وأفراد عائلته الصغيرة والكبيرة .
فقرات متنوعة عرفتها التأبينية كمعرض الصور الفوتوغرافية وكذا تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وكلمات ألقيت بالمناسبة وشريط توثيقي وفقرات فنية ملتزمة وتلاوة توصيات التأبينية ولحظة وفاء بإشعال الشموع وقراءة الفاتحة على روح الفقيد .
المجلس الجماعي الذي مثله كل من كاتب المجلس رشيد الصبار،و النائب الأول السيد حسن الحسناوي وكذا نائبي الرئيس محمد امباركي وسعيدة بوعشة وقد القى كلمة بالمناسبة من طرف السيد حسن الحسناوي تظمنت ما يلي :
لنا كامل الشرف كمجلس جماعي لمدينة القصر الكبير للحضور في هذا اللقاء المهيب الذي ينعقد تخليدا لأربعينية الفقيد المجاهد الهاشمي الطود ،هذا الرجل الذي نذر حياته للوطن مناضلا من اجل سيادة الوطن واستقلاله وازدهاره وتقدمه .
هذا الرجل الوطني الذي ينتمي لعائلة عريقة، عائلة الطود التي عرفت بحسها الوطني واعتزازها بأصالة هذا الوطن والنضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
عائلة الطود التي تنتمي إلى هذه المدينة العريقة مدينة القصر الكبير التي نعتز ونفتخر بها جميعا والتي تظم الكثير من العائلات التي لها عطاءات في شتي الميادين الوطنية والدينية والفكرية والثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية...
وكيف لا تفتخر هذه المدينة بجميع عائلاتها وأبنائها وبناتها وهي ارض المجاهدين ومنبت الصالحين أرض معركة وادي المخازن التي رسخت مجد هذا الوطن في سائر الأمم والأوطان.وعلى عتبة هذه الحاضرة اندحرت جيوش الطغاة والمعتدين .وأشرقت عاليا شمس نخوة هذا الوطن الأبي الصامد .
لقد فقدت مدينة معركة وادي المخازن واحدا من رجالها الكبار الذي شرَّف مدينة القصر الكبير وطنيا وعلى صعيد كل الأوطان المغاربية و العربية ،إنه المجاهد الهاشمي الطود ،رجل متشبعا بأصالة وحضارة هذا الوطن وهوية المغرب الغني بمشاربه الحضارية والفكرية والتي تعتبر هي الأساس في التفرد والاستثناء المغربي ، وهي الضمان لاستقراره وقوته .
إن الراحل العقيد الهاشمي الطود جمع بين الممارسة الميدانية في ميادين الجهاد والنضال وبين معارفه العسكرية والفكرية والأكاديمية،وتخرج على يديه من الكلية العسكرية بمكناس التي عمل بها أستاذا في مادة التاريخ والتكوين المعنوي منذ سنة 1974الى حين تقاعده أفواجا من الطلبة الذين هم اليوم ضباطا في القوات المسلحة الملكية الساهرة على وحدة المغرب وأمنه واستقراره تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك السادس نصره الله وأيده.
السيدات السادة الحضور الكريم
ما أحوجنا اليوم إلى أمثال هؤلاء المقاومين والرجال المخلصين لنستمد من مسارهم النضالي الدروس والعبر في العطاء والتفاني في خدمة الوطن ، وللأجيال القادمة لتكون نبراسا تقتدى به. من اجل مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا وتجعلنا نتسلح بقيم المواطنة الحقة ، ومن اجل رص الصفوف وتوحيد الجهود ودرء الحسابات السياسوية الضيقة من اجل مستقبل زاهر لمدينتنا وبلادنا وجعل المصلحة العامة فوق أي اعتبار .
وحتى نحقق ما نطمح إليه جميعا من رقي بوطننا وكسب كل رهانات التنمية الشاملة وترسيخ المسار الديمقراطي وكل قيم الحق والخير والسلام.
سيضل فقيدنا طودا شامخا و متنورا واسع الإدراك ملتزما بالمبادئ السامية لنصرة الحق والتحلي بالمواقف الشجاعة وعنوانا بارزا للعفة والمروءة .
سلام لروح الفقيد وسلام لكل أرواح الشهداء والمقاومين والمناضلين والوطنيين المخلصين ، سلام لأرواحهم الطاهرة وخلد الله في الصالحات أعمالهم، وتضحياتهم الخيرة في خدمة هذا البلد العظيم .
ونحن في أعماقنا محزنون عليه راضون بقضاء الله وداعون له بجنة النعيم ، مقدمين خالص العزاء لعائلته وذويه ومُحبيه، وفي مقدمتهم أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة وسائر أصدقائه ومحبيه بالصبر الجميل
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي "
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
