احتضنت دار الثقافة مساء الخميس 13 ابريل 2017 لقاء تواصليا حول موضوع :" مقاربة التقليص من المخاطر – أساس الصحة العامة والتماسك الاجتماعي" من تنظيم جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات بطنجة لفائدة مكونات المجتمع المدني . وفي كلمة للمجلس الجماعي أشار السيد مصطفى الزباخ نائب الرئيس إلى أهمية اللقاء مقدما التحية للجمعية المنظمة على اهتمامها بهذه القضية التي تهم شريحة مهمة من المجتمع التي تطرح عددا من المخاطر والتحديات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية
كما تم توجيه نداء الى كل الجمعيات المدنية والإعلامية لمواصلة التواصل والتنسيق والعمل المشترك حول هذه الأرضية والتصدي لآفة المخدرات ولاسيما الصلبة منها والأنواع الجديدة من هذه السموم التي تخرب الأجساد والعقول وتخرب الأفراد والمجتمعات . وكون إشكالية تعاطي المخدرات تنتشر بشكل متنامي وتدق ناقوس خطر بالنسبة للجميع
من هنا ينبغي التدخل بطريقة فعالة ومندمجة تأخذ بعين الاعتبار كل الأبعاد في معالجة المشكل والحد من مخاطره قبل أن يستفحل المشكل .
والتأكيد على أهمية التدخل بطريقة استباقية قبل أن ينتشر هذا السرطان في جسم المجتمع. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته في هذا السياق.
كما تم الإشارة إلى حرص المجلس الجماعي على إخراج مركز معالجة الإدمان على المخدرات بمدينة القصر الكبير في اقرب الآجال بتنسيق مع كل الجهات الشريكة في المشروع.
كما تدخل السيد منصف بندريس مدير جمعية حسنونة لتقديم برنامج اللقاء ومشرفا على إدارة أشغاله ليعطي الكلمة للأستاذة فوزية بوزيتون المسؤولة عن مركز التكوين التي قدمت عرضا مستفيضا حول مقاربة التقليص من المخاطر في سياسة التصدي لظاهرة تفشي المخدرات.
العرض تضمن تقديم مقارنة للسياسات العمومية الدولية في مجال التصدي للمخدرات والتي تتمحور حول مقاربات متعددة منها:
- - سياسة عقابية
- - سياسة الفطام الكلاسيكي
- - سياسة التقليص من المخاطر
كما استعرضت المتدخلة تجارب مراكز معالجة الإدمان بالمغرب وانخراط المغرب في سياسة التقليص من المخاطر منذ سنة 2006 للحد من التداعيات الخطيرة لانتشار المخدرات لاسيما تلك المتعلقة بتفشي أمراض السيدا والسل والالتهاب الكبدي. مشيرة الى انه بمدينة الناظور 23% من المصابين بالسيدا هم من متعاطي المخدرات الصلبة .
وحسب البحث الميداني الذي يجريه فريق العمل المحلي بالقصر الكبير التابع لجمعية حسنونة فقد تم إحصاء 200 حالة من مستهلكي مادة الهيرويين بالقصر الكبير .
وبالتالي ضرورة التدخل لمعالجة الوضع واستخدام العلاج البديل بمادة " الميثادون " وتتبع المعطى الصحي واحتواء المخاطر المتعلقة بالصحة العامة ومجمل التحديات التي ترتبط بالموضوع .
النقاش الذي فتح بعد العرض الرئيسي استعرض مجمل المعطيات المحلية والمقترحات المتعلقة بالتعبئة الشاملة التي يتطلبها الوضع.
كما تمت الإشارة الى ان الهيئة المنظمة ستعقد لقاء دراسي مع باقي المتدخلين بالقصر الكبير سيشمل الجهات الأمنية والقضائية والصحية والاجتماعية وباقي المؤسسات العمومية .
