
من اجل النهوض بالإرث الحضاري للمدينة العتيقة ، وجعلها قادرة على تحقيق الإشعاع الحضاري والثقافي وفي إطار السعي لترميم المواقع التاريخية، وتحسين ظروف عيش السكان، وتطوير البنيات التحتية، وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي للمدينة العريقة للقصر الكبير.
يحرص المجلس الجماعي على إطلاق عدد من المبادرات في هذا السياق في أفق صياغة رؤية مستدامة ومندمجة خاصة بالتأهيل الحضري لأحياء المدينة العتيقة في إطار برنامج عمل الجماعة الذي يتم السهر على اعداده.
وهي رؤية طموحة تروم تثمين الإرث المعماري والثقافي لهذه الحاضرة، التي حملت على مر القرون إشعاعا تاريخيا ساهم في تشكيل تراث حضاري إنساني متميز.
وتكتسي مثل هذه المبادرات التنموية أهمية خاصة من أجل صيانة التراث الإنساني لهذه المدينة العريقة ورد الاعتبار لها، لجعلها قادرة على تحقيق الإشعاع الحضاري والثقافي والإنساني، وذلك من خلال ترميم المواقع التاريخية، وتحسين ظروف عيش السكان، وتطوير البنيات التحتية، وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي للمدينة العريقة.
وفي هذا الإطار يتم إطلاق عدد من المبادرات تهم النهوض بالمدينة العتيقة منها تهيئة سوق الخضارين وتهيئة صومعة البنات ومن بينها كذلك :
• تهيئة ساحة دار غيلان: بما تحفل به هذه الساحة وما يجاورها من معالم تاريخية ذاث دلالات حضارية متميزة حيث كانت هذه الساحة تحتضن مقرالخضر غيلان الذي جعل من المدينة عاصمة لمنطقة الهبط .
وتزعم حركة الجهاد ضد الانجليز وبعدهم البرتغالين الذي كان يحتلون الثغور الشمالية كطنجة والعرائش. وأعطى للمدينة إشعاعا جهاديا في مواجهة الاحتلال الأيبيري. واشرف على حصار مدينة طنجة ومحاولات حثيثة لاسترجاع العرائش .وكان أول عمل قام به الاستعمار الاسباني عند دخوله لمدينة القصر الكبير بداية القرن العشرين هو هدم ما تبقى من الآثار الباقية لمقر اقامة هذا المجاهد.
كما ان الساحة تطل على شارع سيدي الرايس الذي يضم ضريح أبو عبد الله محمد بن اشقيلولة من أمراء الأندلس الذي بدوره كان حاكما لمدينة القصر الكبيرعلى عهد المرينين.
وتطل ساحة دار غيلان كذلك على مدخل سوق الصغير ومدخل الزاوية القادرية وبعض الأضرحة ومدخل الديوان من الجهة الجنوبية حيث يتواجد سور السجن التاريخي القديم ودرب كناوة وضريح الولية الصالحة للا بنت احمد ودرب الملاح مع أطلال لكنيس يهودي قديم يوثق لحضور هذا المكون في الذاكرة التاريخية للمدينة.
وقد قام السيد رئيس المجلس الجماعي محمد السيمو بمعاينة لهذه الأماكن والاتصال بالساكنة رفقة الطاقم التقني للجماعة حتى تتم هذه المشاريع بتنسيق مبدئي مع الساكنة والاستماع إلى مجمل ملاحظاتهم الأولية .
وقد وجه السيد الرئيس بالمناسبة نداء الى كل فعاليات المجتمع المدني إلى الانخراط في هذا الورش الهام للنهوض بمدينتنا العتيقة والاستعداد إلى الاستماع إلى كل المقترحات الهادفة في هذا المجال والتنسيق مع كل الغيورين على ارث المدينة في أفق التأهيل الشامل لها .